في ظرف عام واحد “داعش” يعدم 11 صحفيا ويخطف 12 اخرين ما يزال مصيرهم مجهولا

بغداد 2015/6/10

 

أعدم تنظيم “داعش” 11 صحفياً منذ دخوله مدينة الموصل في العاشر من حزيران 2014 وسيطرته على اجزاء واسعة من مناطق العراق، فيما لا يزال مصير 12 صحفياً اختطفه التنظيم مجهولا.

وتمر اليوم الأربعاء الذكرى الأولى على احتلال “داعش” مدينة الموصل، وارتكابه جرائم عديدة، نال الصحفيون نصيباً مؤلما منها، إذ أظهر التنظيم الإرهابي، اهتماما بملاحقة الصحفيين في المدن التي استولى عليها.

وأعدت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة إحصائية بالصحفيين الذين أقدم التنظيم الإرهابي على قتلهم أو اختطافهم، فضلاً عن المراسلين الحربيين الذين استشهدوا أو أصيبوا أثناء تغطيتهم للعمليات العسكرية.

 

الموصل

نال صحفيو محافظة نينوى، النصيب الأكبر من جرائم “داعش” ضد الصحفيين، حيث أعدم التنظيم 8 صحفيين، وأعتقل 21 آخرين، أفرج عن 10 منهم بعد شهرين من اختطافهم، فيما بقي مصير 11 صحفياً اخرا مجهولا، كما صادر ادوات ومعدات الصحفيين ووسائل الاعلام العاملة هناك، وذلك بعد عدة ايام على سيطرة التنظيم، وقيامه بحملة مداهمات منظمة لمنازل الصحفيين واقتيادهم الى جهات مجهولة، وتهديد ذويهم بالقتل في حال متابعة مصيرهم.

وتأكد لدى الجمعية حتى الان اعدام “داعش” لكل من الصحفيين أحمد محمود الصفار (مراسل قناة سما الموصل)، والصحفي علاء مازن عبد الله (مراسل سما الموصل)، والكاتب الصحفي احمد حسكو (صحيفة الموصل اليوم)، والصحفي فاضل الحديدي (كاتب في عدة صحف)، والإعلامية مقدمة البرامج ميسلون الجوادي (قناة الموصلية)، والصحفي مهند العكيدي (مراسل وكالة صدى برس)، وثائر العلي (رئيس تحرير صحيفة رأي الناس)، والاعلامي المصري الجنسية جمال صبحي.

يضاف الى ذلك فان “داعش” اعدم المهندس التقني الذي يعمل كفني في قناة “نينوى الغد” فراس البحر.

وكشفت مصادر موثوقة من داخل الموصل للجمعية عن تعرض الصحفيين الى تحقيق امني استمر عدة أيام، و”محاكمات شرعية” على أساس أداء الصحفيين قبيل سقوط الموصل بيد التنظيم، مؤكدة ان البعض منهم أرغموا على العمل مع “داعش”.

واتخذ التنظيم من بناية قناة سما الموصل مقراً لديوان الإعلام التابع له، فيما قام عناصر التنظيم ببيع بعض أجهزة ومعدات القناة في “سوق الغنائم” الذي أنشأه بشكل عشوائي بعد سيطرته على المدينة، بأثمان بخسة لتمويل عناصره بالرواتب الشهرية.

كما نهبت وحرقت معدات وأجهزة قناتي الموصلية والعراقية، واتخذ “داعش” المبنيين كمقر لمقاتليه.

وتفيد المصادر عن قيام تنظيم “داعش” ببيع قسم كبير من المعدات في “سوق الغنائم” الذي أنشأه بشكل عشوائي بعد سيطرته على المدينة، وباع اجهزة المونتاج، والهندسة الصوتية، والحاسبات بأسعار بخسة تصل الى 50 الف دينار عراقي، كما باع الكاميرات الـ (mini dv) وبعضها (HD) بسعر يتراوح بين 400 الى 500 دولار.

وتؤكد المصادر تمكن قناة الموصلية من سحب سيارة الـ (SNG) وبعض المعدات الى خارج الموصل قبل وصول تنظيم “داعش” الى المكان، إلا أن خسائر قناة الموصلية وحدها يقدر بـ 2 مليون و 500 الف دولار.

 

صلاح الدين

أقدم التنظيم على إعدام صحفيين اثنين بعد اختطافهما من منزليهما، وذلك بعد يومين على سيطرة التنظيم على محافظة صلاح الدين، وإطلاقه تطمينات لجميع الأهالي، وهما المصور الصحفي رعد العزاوي (قناة سما صلاح الدين)، والذي يعمل أيضا في مكتب محافظ صلاح الدين، والمراسل الصحفي أحمد الوطني (قناة سما صلاح الدين).

فيما أصدر التنظيم بيانين متعاقبين يحرض عناصره على ملاحقة وقتل 16 صحفياً فروا من المحافظة بعد سقوط المدينة بيد “داعش”، وأورد أسماؤهم في البيانين.

وأكدت جهات أمنية لجمعية الدفاع عن حرية الصحافة تعرفها على مطلقي البيانات، بعد تحرير مدينة تكريت من سيطرة تنظيم “داعش”، لكنها لا تبدي اية جدية في ملاحقتهم.

وبعد أن استولى التنظيم لمدة ثمانية أشهر على مقار قناتي سما صلاح الدين والشعب، قام بإضرام النار في أجزاء من المبنيين، كما تعرض جزء آخر من المبنيين الى أضرار جسيمة نتيجة معارك التحرير التي دارت في المنطقة.

ويقول مدير تلفزيون سما صلاح الدين مروان آل جبارة ان المعدات التي تقدر قيمتها بنصف مليون دولار نهبت بالكامل، وان مبنى القناة حاليا يحتاج الى مبالغ كبيرة لتأهيله، مشيرا الى ان خسائر قناة الشعب تصل الى نحو 500 الف دولار ايضا.

الانبار

تمكن جميع صحفيي المحافظة من مغادرة المحافظة مع انسحاب القوات الأمنية منها، الا ان تنظيم “داعش” اختطف صحفيا لا يزال مصيره مجهولاً حتى الآن، بعد محاولته الهروب من محافظة الانبار باتجاه كربلاء. وكان صحفيو المحافظة قد تركوا مدنهم قبل استيلاء “داعش” عليها، خوفا من تعرضهم الى مصير مشابه لما تعرض له زملائهم في الموصل وصلاح الدين.

ويجهل الصحفيون مصير مقرات عملهم في المكاتب ووسائل الاعلام القريبة من مبنى المحافظة، إلا أنهم يتوقعون ان تكون معداتهم قد نهبت بالكامل، لكن الصحفي طيف الدليمي يشير الى استباق معظم الصحفيين سقوط الانبار بنقل المعدات الثمينة الى المحافظات المجاورة او محافظات إقليم كردستان لضمان عدم تضررها.

 

مناطق النزاع الاخرى

اعدم التنظيم المصور الصحفي كامران نجم الذي يدير وكالة تصوير مستقلة في مدينة السليمانية، اثناء تغطيته لاحدى المعارك بمحيط مدينة كركوك، بعد أسره متأثرا بجروح أصيب بها اثناء المعارك بين البيشمركة وعناصر التنظيم، وعلى الرغم من نفي عائلته نبأ اعدامه، الا ان ممثل الجمعية في اقليم كردستان نقل من مصادر امنية كردية معلومات دقيقة تفيد بإعدامه ومصادرة معداته الصحفية.

ومع احتلال “داعش” لأجزاء من محافظتي ديالى وكركوك باشر بالبحث عن الصحفيين في تلك المناطق، وقام باستهداف عدة صحفيين بإطلاقات مباشرة خلال المعارك بين عناصر التنظيم والقوات الامنية في العديد من المناطق، فنجم عن ذلك استشهاد 6 من الزملاء المراسلين والمصورين الحربيين، وهم:

–    مراسل قناة المسار ماجد عبد الزهرة الذي استشهد بعد تأثره بجروح اصيب بها في الفلوجة يوم الثلاثاء 5/5/2015.

–    الصحافية الكردية مراسلة وكالة انباء الفرات دنيز فرات التي استشهدت إثر إصابتها بشظايا قذائف هاون في مخيم بالقرب من مدينة مخمور، اثناء تغطيتها لمعارك بين قوات البيشمركة وعناصر “داعش” في 9/8/2014

–    المصور الصحفي عماد عامر لطوفي الذي استشهد في انفجار استهدف قائد شرطة الأنبار قرب مدينة الفلوجة في بتاريخ 2014/10/12.

–    مصور قناة الغدير الفضائية علي الانصاري الذي استشهد في قضاء المقدادية بديالى اثر انفجار عبوة ناسفة عليه يوم  23/1/2015

–    مراسل قناة العهد معتز جميل الذي استهدف بهجوم مباشر عليه من قبل مجهولين بقضاء الخالص شمال بغداد اثناء تواجده في المنطقة لتغطية العمليات الامنية هناك، وذلك بتاريخ 15/6/2014.

–    مصور قناة العهد الفضائية خالد علي حمادة – استشهد اثناء تعرض فريق القناة الى هجوم باسلحة رشاشة اثناء تغطيتهم العمليات العسكرية في منطقة العظيم، في 14/6/2014.

كما تعرض 13 صحفياً ومراسلاً حربياً اخرا إلى إصابات بعضها خطيرة، أثناء تواجدهم في المعارك لتغطيتهم للعمليات العسكرية التي شنتها القوات الأمنية لتحرير المحافظة من سيطرة “داعش”، بعضهم تعرض الى اصابات مباشرة من قبل قناصي التنظيم.

 

وإذ تدين جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، جميع عمليات الإعدام والقتل والانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون على يد تنظيم “داعش” الإرهابي، فأنها تعبر عن قلقها إزاء عدم اهتمام السلطات التنفيذية والتشريعية بمصير الصحفيين المخطوفين، أو أولئك الذين تعرضوا إلى إصابات خطرة. كما تدعو المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المدافعة عن الصحفيين في العالم الى عدم الاكتفاء بالبيانات، وممارسة الضغط الدولي على “التحالف الدولي لمحاربة “داعش”” والحكومة العراقية لانقاذ الصحفيين المختطفين، وتعزيز الحماية للعاملين في المناطق التي تشهد معارك واشتباكات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *