26/12/2022
تواصل السلطات والجهات السياسية والمسلحة النافذة الخروقات الدستورية الفاضحة في العراق، إذ وثقنا 388 حالة إنتهاك صريحة، تنافي والمادة 38 من الدستور.
لم تواجه الحكومتين الحالية والسابقة ظاهرة الهجوم على الصحفيين واحتجازهم ومنع تغطيتهم او عرقلتها، ومصادرة او تخريب معداتهم من قبل القوات الأمنية أو الجهات المسلحة والسياسية النافذة، كما لم نلحظ أي رد فعل من قبل رئيسي الجمهورية الحالي والسابق أو تحرك إعتباري لحماية الدستور من الخروقات المتكررة إزاء حرية العمل الصحفي.
أدى عدم الاكتراث الحكومي هذا الى إرتفاع حالات الإنتهاكات قياسا بالعام الماضي.
تنتهج جهات سياسية أيضا، منذ تولي رئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني مهامه، والذي تعهد في برنامجه الحكومي إيلاء حرية التعبير أولوية، تفعيل الدعاوى القضائية بحق صحفيين، على وفق مواد جرائم النشر ضمن قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 الموروثة من الحقبة الدكتاتورية السابقة، بهدف تضييق مساحات حرية العمل الصحفي في مختلف مناطق العراق.
كما تواصل منطقة اقليم كردستان تسجيلها الإنتهاكات الأخطر على مستوى العراق هذا العام، واستمرار سجن صحفيين بتهم “التجسس وتخريب النظام” أو “التآمر على حكومة الإقليم”.
خلال الفترة التي يغطيها تقرير الرصد هذا، صنفت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق/ PFAA (388) حالات الإنتهاكات التي طالت الصحفيين، بالشكل الآتي: ( إقتحام وهجمات مسلحة طالت مؤسسات إعلامية ومنازل صحفيين/ات – تهديد بالقتل – إصابات اثناء التغطية – رفع دعاوى قضائية واحكام صادرة ومذكرات القاء القبض بتهم كيدية – اعتقال واحتجاز – الإعتداء بالضرب – منع وعرقلة التغطية – إغلاق القنوات وتسريح العاملين – إصدار أوامر حكومية بتقييد حرية العمل الصحفي).
أكثر أنواع الإنتهاكات شيوعا لهذا العام كان الإعتداء بالضرب ومنع وعرقلة التغطية من قبل القوات الأمنية الرسمية، حيث سجلت PFAA خلال هذا العام (260) حالة، تليها (62) حالة اعتقال واحتجاز دون مذكرات قبض، و(12) حالة مداهمة وهجوم مسلح لمؤسسات إعلامية ومنازل صحفيين، فضلا عن (9) دعاوى قضائية رفعت بحق صحفيين ومؤسسات إعلامية على الرغم من ان سلطة القضاء الأعلى قررت إعادة تفعيل محكمة النشر للنظر بقضايا الصحفيين، و(9) حالات إصابات أثناء التغطية، وحالتي تهديد بالقتل والتصفية الجسدية، و(28) حالة تقييد جاءت نتيجة كتب رسمية صادرة من مؤسسات حكومية.
الإحصائيات وفق المحافظات، تبين عدم تخلو أية محافظة من تسجيل إنتهاكات بحق الصحفيين/ ات، وجاءت عاصمة البلاد الاتحادية (بغداد) بالمرتبة الأولى بتسجيلها (80) حالة إنتهاك، وعاصمة إقليم كردستان (أربيل) بالمرتبة الثانية بتسجيلها (75) حالة إنتهاك، والبصرة ثالثا بـ (41) حالة، وكركوك (33)، والموصل (30) حالة إنتهاك، وتشاركت السليمانية وكربلاء بتسجيل (27) حالة لكل منهما، ثم النجف (17) حالة إنتهاك، بينما سجلت دهوك (16) حالة ، وبابل (15) حالة، وذي قار (9) حالات، وميسان (5) حالات، والديوانية (4) حالات، كما شهدت ديالى والمثنى حالتي انتهاك، وسُجلت حالة واحدة في كل من الأنبار، صلاح الدين، وواسط، كما سجلنا إنتهاكات طالت صحفيين عراقيين خارج البلد حيث رصدنا حالتي إنتهاك طالت طاقم قناة العراقية في بيروت من قبل مسؤول حكومي عراقي.
التزايد المضطرد في عدد الإنتهاكات لا سيما في بغداد وإقليم كردستان، على الرغم من أن الأخيرة تتمنع بقوانين تخدم حرية العمل الصحفي كقانون حق الحصول على المعلومة، يؤشر توافقا سياسيا ممنهجا على الحد من حرية العمل الصحفي.
يلاحظ أيضا أن المحافظات التي تكاد تكون قد أخليت من الصحفيين كميسان، شهدت هذا العام تسجيل (5) حالات إنتهاك، وهذا ما يؤيد استمرار تخوف صحفييها من العودة الى محافظتهم بعد سلسلة عمليات إغتيال طالت العديد من اصحاب الرأي في العام 2019.
لقراءة التقرير اضغط على الرابط ادناه:
حرية الصحافة تتراجع في المدن الرئيسية والسلطات تصفع المعاهدات الدولية